و قال ربكم ادعوني

من طرف **Admin** الخميس 13 مايو 2010, 7:59 am

سُئل أحد الناس الطيبين الذي نجا من الغرق بأعجوبة، بعد أن تحطمت السفينة التي
كان يركبها وغرق كل من كان بها في قاع البحر المظلم. كيف نجوت من الموت
المحقق وأنت وسط هذه الظلمات؟ فأجاب قائلاً "للم أفقد الأمل في النجاة
لحظة، فقد تعلقت بلوح خشبي من بقايا السفينة المتحطمة... وظللت أدعو الله
وأقول: يا الله يا غياث المغيثين أغثني ثم أضاف قائلاً:

أشعر أنه ببركة دعائي باسم "الله" نجوت من الموت وما كان أكثر عجب هذا الرجل
بعد أن علم أن خليفة المسلمين بات تلك الليلة في أرق وخاصم النوم كان
الصوت يصدر منه فهتف الرجل من أعماقه وذرفت عيونه دمعة وقال: سبحانه من
أسهر خليفة في قصره من أجل إنقاذ رجل من رعاياه ثم هتف الجميع وتعالوا في
نفس واحد: يا الله! وإذا كان الأمر كذلك فما هو سر هذا الاسم الأعظم الذي دُعي الله به أجاب؟!

إنه لفظ الجلالة والاسم الأعظم الذي يدل على صفات المولى سبحانه،
وهو يجمع كلصفات الجمال والجلال والكمال الإلهية، فقد تفرد به الرب تعالى واختص به
نفسه وقدمه على سائر أسمائه الحسنى. فأسماء الله تعالى الحسنى كلها تأتي
مضافة إلى هذا الاسم الأعظم. ومعنى هذا الاسم: أنه لا معبود بحق سواه، فهو
وحده المستحق للعبادة والوحدانية، وما أجمل أن يبدأ المسلم كل أعماله باسم
الله، فقد جرب ذلك المجربون وأيقنوا أن كل عمل لا يبدأ باسم الله فهو عمل
ناقص منزوع منه البركة والفضل.

والإسلام كله يقوم على هذه الكلمة البسيطة السهلة على كل لسان "لا إله إلا اله"
وقد ورد لفظ الجلالة "الله" في القرآن الكريم نحو ألفين وسبعمائة مرة مما يدل
على أنه أكثر الأسماء ورودا في كتاب الله وكما يجب أن نتوجه بعبادتنا لله
وحده، كذلك يجب أن نتوجه إليه وحده بالدعاء، ونسأله دون سواه أن يبارك في
أنفسنا وأوقاتنا وأموالنا وأن نوفن أن ما عند الله تعالى أقرب إلينا مما
في أيدينا فالله تعالى يحب أن يدعوه عبده ويسأله من فضله وأن يلح في
الدعاء وأن يتأكد أن الله تعالى قاض له أمره ولو بعد حين قال تعالى: "وقال
ربكم ادعوني استجب لكم"، وما أجمل أن يظل لسان الإنسان رطبًا بذكر الله
وحمده على آلائه ونعمائه التي لا تعد ولا تحصى، حمده تعالى على توفيقه لنا
ومنه علينا بالصحة والإيمان والإنسان المسلم لكي تستجاب دعوته عليه أن
يطهر قلبه من الشرك والحسد وأن يطيب مطعمه فلا يأكل إلا من حلال، فقد روى
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لسعد بن معاذ: "يا سعد اطلب مطعمك
تكن مستجاب الدعوة.

هل رأيت بركة أعظم من بركة اسم الله تعالى؟ وهل رأيت أحدًا أحق بالدعاء غيره؟
أليس هو الذي أنجى الرجل من الغرق ببركة دعائه باسمه تعالى، وأنجى
الملايين غيره؟ وأليس هو الذي يرزقنا ويحيينا ويميتنا وينجينا من هول يوم
القيامة أنه الله المتفضل علينا بكل هذا وأكثر......

فالله في كل اللغات واحد مبعود لا شريك له:

فهو في العربية (الله) – في الإنجليزية (God ) – في الفرنسية (Dieu) – في الإسبانية (Dios)